الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

مؤتمر حوار الأديان والجامعة المختلطة

انعقاد المؤتمر الثاني لحوار الأديان في "سويسرا" لا لدعوة الناس إلى دعوة كل الأنبياء: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل:36)... !

لا لمجادلتهم بالتي هي أحسن ليؤمنوا بالقرآن والرسول -صلى الله عليه وسلم-... !

لا لتبيين بطلان شبهاتهم حول الإسلام، وظلمهم للمسلمين في كل مكان، ومحاولة رفع هذا الظلم عنهم... !

بل للتأكيد على القدر المشترك بين الملل!!!

ووالله إن هذا لهو العجب العجاب أن يتسابق إلى هذه المؤتمرات الدول الإسلامية ورموزها الدينية، بل إنما تعقد هذه المؤتمرات برعايتها وتحت إشرافها، أين هذا في كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو عمل الصحابة -رضي الله عنهم- أن هذا هو الحوار المطلوب أن نؤكد أن هناك قدرًا مشتركًا بيننا وبين عباد الأوثان وعباد الصلبان، وعباد الأحبار والرهبان، ومن يكذب بالرسول -صلى الله عليه وسلم- والقرآن؟! هل هذا الذي أمرنا الله -تعالى- أن نقوله للكافرين: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ . وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون)؟!!

هل يجوز للعلماء المسلمين أو عوامهم أن يصفقوا أو حتى يسكتوا عمن يقول: "إن جوهر الملل في البوذية والهندوسية واحد، والخلاف في الفروع لا يفسد للود قضية"؟!

وأي جوهر واحد هذا الذي يجمع بين عبادة الله وحده وتصديق رسله، وعبادة غيره وتكذيب رسله وكتبه، (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) (النساء:140)؟!!

إننا لا نجد ترددًا في تحريم حضور هذه المجالس والمؤتمرات الخربة العفنة التي تعقد حتى تهدم قضية "الفرقان"؛ حتى يمر الباطل في صورة الحق، والكفر في مسلاخ الإسلام، والخطر العظيم في حضور علماء المسلمين، ومن ينتسبون إلى السنة والعلم، والدعوة؛ فنقول لهم:

"اتقوا الله في أنفسكم، وفي علمكم، وفي دعوتكم، وفي هيئتكم، وفي أمتكم، واعلموا أنكم ملاقوه".

- ثم الحدث الثالث: كان افتتاح جامعة الملك عبد الله بالسعودية؛ أول جامعة مختلطة بالمملكة التي طالما حافظت على وضع خاص للمرأة المسلمة في كل ربوعها يفرح به كل مسلم، ويحزن له كل منافق، نقول لمن سن هذه السنة السيئة في بلاد طالما رفعت شعار التوحيد، ولواء دعوة السنة التي جددها في ربوع الجزيرة الإمام المجدد "محمد بن عبد الوهاب" -رحمه الله-:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ) (رواه مسلم).

ونقول لهم:

نظرة واحدة عن يمينكم أو شمالكم إلى البلاد التي سن فيها الاختلاط هل وقف عند حد؟! وهل انضبط بشرع؟!

إنه باب كان مغلقـًا أنتم تفتحونه، يدخل من وراءه طوفان الفتن لا يبقي ولا يذر شيئًا من الخير إلا دمره!

نذكركم الله...

نذكركم موقفكم بين يديه غدًا تسألون عن أمانتكم، ومسئوليتكم وأمتكم: هل نصحتم لها أم غششتم؟

أغلقوا أبواب الفتنة قبل أن يُحفر في التاريخ أنكم أول من فتحتموها، وقبل ذلك وبعده وأعظم منه وأخطر حسابكم بين يدي الملك الديان؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) (رواه مسلم)،

وويل لديان الأرض من ديان السماء.

هناك تعليق واحد:

قطــــوفها دانيــــــة يقول...

يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون وإن كل لما جميع لدينا محضرون ...
مقالة رائعة جدا جزاك الله خيرا